بكاء من نوع اخر

يوم كنت صغيراً , وسمعت ان الذي يبكي لا تمسه النار ,
كنت فرحاً فيه , لاني كثير البكاء والصياح ما يقال لي (انزح وراك)

والشيء بالشيء يذكر يوم كنا بصف ثالث ابتدائي قال لي صديقي وسأتكلم بالعامية :
إذا اردت الجنة ,الله راح يسألنا ثلاث اسئلة اذا جاوبنا عليها دخلنا الجنة
احفظها الحين عشان ندخل الجنة ..
قلت طيب وش هالاسئلة ؟
قال : من ربك , من نبيك , ما دينك ؟؟

براءة الطفولة

نرجع إلى البكاء كبرت وعلمت ان البكاء المقصود ليس بكائي يوم كنت صغير
بل كان بكاء من نوع آخر ..

اول دعونا نتعرف على انواع البكاء :
1. بكاء حزن
2. بكاء وجع
3. بكاء فزع
4. بكاء فرح
5. بكاء شكر
6. بكاء من خشية الله

النوع السادس هو النوع المراد من كلامي ..

تأملوا معي هذا الحديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله
, وعين باتت تحرس في سبيل الله )

والاخر : ( سبعة يظلهم الله بظلهم وذكر منهم رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )

خالياً ..
هل يدخل فيه من يبكي لبكاء شيخ في التلفزيون او المقاطع ؟
هل يدخل فيه من يبكي لسماع موعظة ويتأثر مما سمع ؟

لكن لم يذكر الله خالياً ..

كنت اتسائل ؟

البكاء من خشية الله كنت احسبه شيء سهل ..
نعمله حتى ينجينا الله من النار , فقط سأبكي حتى انجوا من النار ..

لكن اتضح ان البكاء لا يخرج إلا من قلب صافي قلب متعلق بالله
قلب لا يدخله لا غل ولا حقد ولا حسد ولا بغضاء , قلب ابيض نقي ..

اتضح ان العين مرتبطة بالقلب والقلب هو عليه المدار ..
ان صلح القلب صلح الجسد كله ..
ولكن قست قلوبنا فجفت اعيننا ..

هل حاولت ان تبكي وانت تصلي لوحدك ؟
هل حاولت ان تبكي وانت تقرأ القران لوحدك ؟

خالياً حتى تفيض عيناك ..

نشكي من قسوة القلب ..

تأمل هذه الاية :

( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون)

عندما يقسي القلب يكون كالحجارة بل اشد
انظروا الى الحجارة هل تتحرك عندما تسمع موعظة او قراءة او صلاة ..
الحجارة قاسية صلبة لا تلين ولا تخشع ..
هذا حال القلب .

قدم اهل اليمن على المدينة في زمن ابوبكر فسمعوا القران فبكوا
فقال ابوبكر ( هكذا كنّا ثم قست قلوبنا ) .

يقول ابن مليكه :
رأيت عبدالله بن عمرو يبكي فنظرت اليه فقال اتعجب !
ابكي من خشية الله .

وهناك نماااذج كثير لبكاء الصحابة والصالحين
تستصغر نفسك عندما تسمع لهذه القصص .

يقول الغزالي :
فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر ارباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن
والبكاء فإن ذلك من اعظم المصائب .

ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا ..

اللهم اجعلنا ممن بكى في الدنيا ولم يبكي في الاخرة ..
اللهم اجعلنا من عبادك المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما اصابهم والمقيمين الصلاة ومما رزقتهم ينفقون ..

وفي الختام اقول كما قال ابن الجوزي :
( إلهي وسيدي إن قضيت عليّ بالعذاب غداً , فلا تعلمهم بعذابي صيانة لكرمك
لا لأجلي , لئلا يقولوا : عذب من دل عليه )

شگگرآآ

ځڴآيّۂ آڵ۾ كتب:: شگگرآآ

العفووو